|
||||||||
طفلي شجاع
ثماني طرق ذكية لتنمية الاستقلالية والثقة بالنفس لدى طفلك. عندما كان ابني جابي صغيرًا كان يحب ارتداء ملابس سوبرمان. ويبدو أنه كان اختيارًا جيدًا. لحسن الحظ، لم يجرب قط القفز فوق مبانٍ شاهقة في وثبة واحدة، لكنه كلما كبر في العمر أصبح أكثر قدرة على حشد شجاعته والبحث عن فرصة. إذا طلب رجل الألعاب السحرية في حفل يوم ميلاد طفلاً متطوعًا، فإنه سرعان ما يبادر إلى رفع يده. كما يعشق ركوب لعبة الحصان الدوار في الملاهي. وعلى النقيض من والدته صاحبة عادة قضم الأظفار، جابي كان شجاعًا بالفطرة، لذا كان عليّ أن أتعلم كيف أكبح جماح قلقي، وآخذ نفسًا عميقًا لأترك له مساحة يمارس فيها بعض المجازفات الآمنة.
كتبه: Robin Westen إذا كنت مثلي، فإن نظرية «طفل المجازفات» تستحضر في ذهنك تصورات حول منظر عظام مكسورة أو ربما ما هو أسوأ. ومثل طفل يمشي خطواته الأولى في الحياة، أو طفل يعترف بخطأ ما ارتكبه، فإن جميع الأطفال يحتاجون إلى التمتع بروح شجاعة، لكي يتمكنوا من التلاؤم مع التغيرات المعتمدة التي تصاحب مرحلة النمو. شجعيه كوني دائرة الأمان لطفلك فبعض الأطفال يحاول تجربة أشياء جديدة بشغف، بينما يقف آخرون كالمتفرجين، وذلك لأنهم يخجلون أو لا يرغبون في محاولة أي شيء جديد ما لم يتأكدوا من أنهم يتقنون القيام به على الوجه الأكمل. لذا شجعي طفلك المتردد على التغلب على شكه وجهله بالأشياء. وعلى هذا تعلق د.هادلي: «بدلاً من انزعاجك عندما تتشبث طفلتك بك في أثناء محاضرة، أو زيارة، أو درس رياضي، دعيها تجلس على ركبتك حتى تشعر بالارتياح، ولو تكرر ذلك في زيارات أو جلسات عدة». وبذلك تكونين قد ساعدتها على تقبل فكرة القيام بشيء جديد ومختلف. حفزي خياله تفسر د.شارلوت ريزنيك، الأستاذة المشاركة في علم النفس السريري UCLA، الخوف قائلة: «عندما يقلق الأطفال من الظلام أو من الأشباح، فذلك لأن المهارات الإدراكية لديهم لم تكن تطورت بعد على نحو كافٍ لاستيعاب المنطق وراء حدوث الأشياء. ويمكنك الاستفادة من خيالهم النشط لمساعدتهم على تجاوز مخاوفهم». كأن تسألي، مثلاً، طفلاً في المرحلة التمهيدية أو أكبر قليلاً: «ما لون الشعور بالذعر لديك؟»، و«ما لون الشعور بالشجاعة؟»، ثم أخبري طفلك بأنه في حالة الذعر من شيء ما، يمكنه سحب نفس عميق، ثم ملء جسده بأكمله بلون الشجاعة». تشرح د.ريزنيك: «إن تقمص صفة اللون تمثل بالنسبة له الدرع الواقي ضد الخوف، علاوة على أن التنفس بعمق يقلل الضغط النفسي، ويطلق مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية بالمخ مسؤولة عن الشعور بالثقة في النفس». نمِّي ضميره ترى د.هادلي: «أن الأطفال يبدؤون تعلم الفروقات بين الصواب والخطأ، وتفهم احتمالية وقوع ضرر على الآخرين منذ الصغر، لكن فيما يخص الشجاعة، فلا بد أن تمثل ما تعتقدين أنه الصواب حينما يتخلى كل من حولك عن حمل لواء الحق. يمكنك الثناء على ابنتك حينما تدافع عن طفل آخر تم استفزازه بقولك: «هذا لطف منك فعلاً»، أو حينما تنصف طفلاً وتعيد إليه لعبته المسلوبة من قبل طفل آخر، يمكنك القول: «يجب أن تفخري بأنك قمت بالخطوة الصحيحة». شجعيه عند النوم قد يبدو هذا من السذاجة، لكن المتحدث التحفيزي ومدرب الأداء جيم فانين، الذي أدار العديد من الندوات لما يقارب من نصف مليون أب وأم لتحفيز الثقة عند أبنائهم، يقول إن هذه الخدعة ستؤدي إلى نتيجة مع الأطفال البالغين من العمر عامين وما فوق. فبعد أن يندس طفلك في سريره ويستعد تمامًا للذهاب في النوم، عودي إلى الغرفة مشيًا على أطراف قدميك، وتحدثي بصوت منخفض وببطء: «أنا أثق بك». في صباح اليوم التالي، رحبي به باعثة رسالة ابتهاج قائلة: «صباح الخير يا بطل!» كرري الخدعة من ثلاث مرات إلى أربع مرات أسبوعيًا. وبعد ملاحظة نتائج رائعة جراء اتباع هذا النوع من أسلوب الرسائل المباشرة مع الأطفال ومع أبطال الرياضة، يضيف فانين: «أثبتت الدراسات أن العقل يكون في أصفى حالات استقباله للاقتراحات الإيجابية قبل الخلود إلى النوم مباشرة». ورطي طفلتك ببطء عوضًا عن ظنك بأن طفلتك ستقتحم المواقف الجديدة اقتحامًا، دعيها تجرب بنفسها أولاً. إذا أصيبت بتوتر أمام عقد صداقات جديدة، فاستحدثي مجموعة لعب جديدة، واخلطي فيها بين عرائسها ودببها القديمة واثنتين من الجدد. وإذا كانت لا تحب الأطعمة التي لا تعرفها، فقدمي لها طبقًا مختلفًا إلى جانب واحد من أطباقها المفضلة. تقول د.هادلي: «الشعور بالتآلف والاعتيادية يخلق شبكة من الأمان العاطفي تحيط بالأطفال الحذرين». لا تحرمي طفلك اصطحاب أشيائه المحببة من الطبيعي أنك ترغبين في أن يتلمس طفلك الإحساس بالطمأنينة الكافية التي تجعله يغادر المنزل دون حمل بطانيته المحبوبة أو حيوانه المفضل، خشية فقدان أغراضه هناك. ومع ذلك، فلا بأس أبدًا في السماح له بحمل رفيقه المحبوب إلى أي مكان ما دام يحتاج إلى ذلك. وفي هذا السياق، تؤكد د.ريزنيك، كاتبة The Power of Your Child's Imagination Transform Stress and Anxiety Into Joy and Success: «أن لبس أزياء بعينها أو أردية لمشاهير، أو حتى التحدث مع صديق وهمي يمنح تأثيرًا مشابهًا»، لذا، كل ما عليك فعله هو الحرص على عدم نسيان الأغراض المحببة في الأماكن التي تذهبون إليها. مارسي مع طفلك ألعابًا ذات جدوى تقول د.دافيس إن لعبة الغميضة هي لعبة مثالية لمساعدة أطفال أكبر سنًا على تعلم كيفية التعامل مع العزلة ومجابهة المجهول. إنها تأخذهم خطوة ذات أبعاد أخرى خلف اللعب المريح، حيث يرى خصمه هناك، ثم يختفي، ثم يعاود الظهور. ناقشي طفلك في مخاوفه بدلاً من تملق طفلك لكي يجرب لعبة رياضية جديدة أو لكي يعتلي الدراجة، اطلبي منه شرح أسباب رفضه. في هذا الجانب، تنصح د.نعومي ألدورت، مؤلفة كتاب Raising Our Children Raising Ourselves: «انصتي دون أن تطلقي أحكامًا أو تحاولي تغيير رأيه». جربي قول: «أرى أنك خائف بعض الشيء، ماذا تظن قد يحدث؟» تأييدك مشاعره سيساعده على تطوير وعيه العاطفي، وبالتالي تمكينه من اتخاذ قرارات بثقة. وبهذه الطريقة، تمهدين الطريق أمام حياة ملؤها الاستقلالية، والإحساس بالمسؤولية، والمغامرة. بين عينيك هل طفلك متهور في الملعب؟ إذًا، ضعيه بين عينيك، وضعي المكابح أمام استعراض الألعاب الخطرة، باتباع هذه الخطوات التي ينصح بها بيل تريجورير، مؤلف Right Risk: 10 Powerful Principals for Taking Giant Leaps With Your Life: امتدحي الاحتياطات الأمنية عندما يضع طفلك الخوذة على رأسه حين يركب الدراجة، امنحيه كلمة إطراء: «أنا فخورة بك لارتدائك الخوذة حتى قبل أن أطلب منك». شجعي روح القيادة لديه علمي ابنتك السعي بخطوات صغيرة إلى وثبة عالية. قبل تسلق أعلى قمة الغابة البلاستيكية في الملاهي، عليها التأكد من توازنها عند الدرجات السفلية. حافظي على الواقعية إذا شاهدت طفلك يحك ركبته بعد جولة بالزلاجة، فهدئي روعه حتى يشعر بتحسن، ثم اسأليه كيف يمكن في المرة المقبلة تفادي السقوط؟
| ||||||||
|
||||||||